الخميس ثاني عشر ربيع الآخر من السنة، وكشفوا (عن) [1] رؤوسهم من [2] باب القاهرة، ومشوا حفاة باكين مستغيثين إليه يسألونه العفو والصّفح، ولم يزالوا [3] في طريقهم يقبّلون التّراب، إلى أن وصلوا إلى قصره وهم على تلك الحال، فأنفذ إليهم أحد أصحابه وأخذ منهم ورقة [4] كانوا كتبوها يلتمسون فيها عفوه عنهم وإزالة سخطه، فأعاد [5] إليهم الرسول وردّ عليهم ردّا جميلا، وخاطب الحسين بن ظاهر الوزّان شيوخهم في هذا المعنى بخطاب لطيف، ووعدهم بما وثقت به نفوسهم، واطمأنّت إليه قلوبهم، فاستشعروا صلاح حالهم وحسن النّيّة فيهم، وأخذوا يعلّلون نفوسهم بمنشور يقرأ لهم بأمنهم وطمأنيّتهم [6].
[الأمر بتعظيم الصلبان في أعناق النصارى]
فلمّا كان يوم الأحد النصف من شهر ربيع الآخر من السنة أمروا أيضا بتعظيم الصلبان التي في أعناقهم، وأن يجعل طولها [7] ذراع ملكي [8] في عرض مثله، وأن يكن فتحها ثلثي شبر، وسمكها إصبع، وقصد بذلك إضجارهم، لاسيما خواصّه من كتّاب دواوينه، و (من) [9] المتصرّفين في خدمته (الذين لم يكن يجد منهم بدلا) [10].
ومن العجب العجيب أنه كان قد أمر في صفر سنة اثنين [11] وأربعمائة ألاّ يظهر صليب، ولا يقع عليه عين، ولا يضرب بناقوس، فنزعت الصلبان [1] ساقطة من (س). [2] في (س) «في». [3] في نسخة بترو «يزلوا ساير». [4] في البريطانية «رقعة». [5] في نسخة بترو «فعاد». [6] كذا، والصحيح «وطمأنينتهم». [7] في بترو «مقدارها». [8] كذا، والصواب «ذراعا ملكيا». [9] ساقطة من بترو. [10] ما بين القوسين ليس في (ب). والخبر في: الدرّة المضيّة 286، واتعاظ الحنفا 2/ 94،95. [11] كذا، والصواب «اثنتين».